[right]الحجـر المسـحور
كان في قديم الزمان، صياد سمك فقير الحال يتعب كثيراً طوال النهار، وبالكاد يصيد بعض السمكات الصغيرة ويعيل أسرته ويؤمن لهم قليلاً من الطعام. ونتيجة حظه السيء ويأسه من النتيجة امتنع أياماً عديدة لا يخرج إلى الصيد حتى هدّهم الجوع، فطلبت منه زوجته أن يخرج إلى البحر ورجته أن يجرّب حظه هذه المرّة لعله يصيد بعض السمك، وتحت إلحاح زوجته أخذ شبكته ووضعها على كتفه، وخرج إلى مكانه المعتاد على البحر، رمى الشبكة وأخرجها بعد ساعة فوجدها فارغة، ورماها ثانية فكانت أيضا فارغة، ثم ثالثة ورابعة حتى قاربت الشمس على المغيب دون نتيجة، فعزم أن تكون هذه المرة الأخيرة فرمى الشبكة وبعد قليل سحبها فوجدها ثقيلة. فرح كثيراً وظن أنها مليئة بالأسماك فعالجها كثيراً حتى رفعها بصعوبة، وفوجئ بأنها فارغة إلاّ من حجر بقدر رأس الحصان، فحزن على هذا الحظ التعس، وغضب وحملها ليرميها في البحر، فسمع صوتاً يقول: يا صياد لا ترميني، بنفعك احتفظ فيني.
لم يصدّق أذنيه وهمّ برميها ثانية، فسمع الصوت مرة أخرى, فعرف أن الحجر تكلّمه وأن في الأمر سر كبير، فحملها وعاد إلى بيته. عندما رأته زوجته يعود بحجر دون سمك وطعام انزعجت ولامته وعنّفته كثيراً، فقال لها: اصبري حتى نرى آخر هذا الأمر وحدثها عن سر الحجر، فقالت: سنصبر ونرى إن كانت هذه الحجر ستطعمنا أم سنموت من الجوع، ونامت ونام الأولاد جائعين وبقي الرجل ساهراً يراقب الحجر دون جدوى...
في الصباح وجد الرجل كيساً من المال على الحجر، فطار عقله من الفرح، وأخذه وأيقظ زوجته والأولاد وغنوا ورقصوا من البهجة والسرور، وأيقنوا أن الصبر مفتاح الفرج. ونزل الرجل إلى السوق فاشترى لحماً وسمناً وزيتاً وخضاراً وفاكهة، وعاد بها إلى البيت، فأكل الجميع حتى شبعوا ولبسوا ملابس جديدة وأمضوا اليوم في فرح وسرور.
في صباح اليوم التالي وجد كيساً آخر فطار من الفرح، وأصبح كل يوم يجد كيساً جديداً، فتحسّنت الأحوال وأصبح من الأغنياء، فبنى قصراً فخماً وفرشه بأحسن الفرش، وبقوا ساكتين لا يقولون شيئا عما جرى معهم بعد أن أوصاهم الحجر أن لا يفشوا سرّه لأحد وإلا خسروه إلى الأبد.
لاحظ الجيران تغيّر أحوال جيرانهم وهذا الغنى الكبير المفاجيء على جيرانهم الفقراء، فاستغرب الجميع هذا الأمر، وبدأوا يتساءلون ويتهامسون عن حقيقة السر العجيب، وأخذوا يتساءلون عن سبب هذا التغير، وبدأت الناس تزورهم وتتودّد إليهم وتجمعت النساء حول زوجة الصياد وأخذوا يسألون الزوجة عن سر غناهم فلم تجبهم في البداية، لكنهم ألحّوا عليها ولا حقوها بالأسئلة، فعجزت المرأة عن المقاومة، وضاقت نفسها بالسر فباحت به لجاراتها, وأخبرتهم عن حقيقة الحجر المسحور، وصارت تفتخر بأحوالها وقصرها وغناها، وتتباهى بين النساء، وبسرعة فشى السر من واحد إلى آخر حتى شاع بين الناس، فعرف الجميع قصة الحجر المسحور وحسدوهم عليه.
في الصباح استيقظ الجميع ووجدوا أن القصر قد اختفى ووجد الرجل والمرأة والأولاد أنفسهم في كوخهم القديم، وقد فقدوا القصر والأموال والعز والجاه، وبحثوا عن الحجر في كل مكان فلم يجدوه، وعادوا إلى حالهم القديم.كما كان
iolet]24] تـــــــــــــــــــــحياتى
كلاسيك بوى[/size]